ملخص المقال
ما زال الدم المسلم ينزف في كل مكان، وفي سوريا تجري حرب إبادة بحق الشعب السوري دون أن تتحرك نخوة أحد لوقف الدم النازف.. فهل أصبح الدم المسلم رخيصا؟
عاش اليهود والنصارى في ظل الدولة الإسلامية ردحًا من الزمن، ولم يُظلم فيها أحد أو يقتل ظلمًا وعدوانًا، ولم يقتل أحد إلا بحق، سواء كان مسلمًا أو غيره. وقد نزلت في القرآن الكريم عشر آيات تبرِّئ ساحة يهودي بعد أن اتهمه أحد المسلمين زورًا وبهتانًا، فنزلت آيات من الله -تعالى- تؤكد مَن الفاعل الحقيقي وتبرئ ساحة اليهودي.
وحتى إن أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- نزل تحت حكم القاضي من أجل درع اختصم عليها أمير المؤمنين ويهودي، فحكم القاضي بها لليهودي؛ مما كان سببًا في دخول اليهودي الإسلام. ولما فرَّ اليهود من أذى نصارى الأندلس الذين أبادوا المسلمين واليهود على حد سواء، لم يجدوا أحدًا يحميهم سوى دولة الخلافة الإسلامية (الدول العثمانية).
ونحن ضد قتل أي شخص، أيًّا كان بدون حق، وكل مسلم يستنكر ما حدث في فرنسا، ويستنكر قتل المسلمين في أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا..
وما زال الدم المسلم ينزف في كل مكان، وفي سوريا تجري حرب إبادة بحق الشعب السوري دون أن تتحرك نخوة أحد لوقف الدم النازف! بل وصل الأمر بالمجرمين في مجلس الأمن أن يواصلوا إعطاء المهل للمجرم بشار مهلة تلو أخرى، وكان أعظم ما وصلوا إليه إعطاء الأسد ساعتين؛ لكي يوقف إبادته، وبعدها يسمح له بمواصلة الإبادة!! بينما من مقتل عدد من اليهود في فرنسا قام العالَم ولم يقعد، وسكت عما يجري في سوريا؛ ليتمثل الوجه القبيح للنفاق والكذب بأبشع صوره!
والغريب أن يخرج المدعو "محمد الموسوي" رئيس المجلس الفرنسي للإسلام، وحتى الأمريكيون الذين قتل جنودهم في أفغانستان المحتلة منذ أيام أكثر من ستة عشر طفلاً وامرأة، بكل برود، مستنكرين ما حدث في فرنسا! وقد نسي الغرب جرائمه في أفغانستان والشيشان والعراق والصومال وفلسطين! ونسي هذا الإيراني المجرم ما ارتكب نظام الأسد وحلفائه في إيران والعراق ولبنان من جرائم بحق الشعب السوري! وما ارتكبوه في العراق من مساعدة للمحتل الأمريكي في قتل الشعب العراقي وإبادته..
فهل المسلمون الذين يُقتلون -أيها العاطفيون- ليسوا بشرًا؟! وهل هؤلاء الذين يلقيهم المجرم بشار من الطابق الخامس والرابع كما حدث في دير الزور ليس لهم بواكي؟ وهل الذي عُلِّق في الشام من رقبته وترك ليموت لا يستحق أن نتكلم عنه بكلمة حق؟ وهل الذين قُتلوا في بابا عمرو وحمص وإدلب وحماة ليسوا أناسًا؟ وأيّ قلوب تحملون أيها الأنعام والأضل من الأنعام، حتى تتحدثوا عن الاستنكار!! وأي مشاعر تلك التي تحملونها بداخلكم، والتي تتباكى على حذاء يهودي، ولا يعنيها آلاف القتلى من المسلمين!!
هل أصبح الدم المسلم رخيصًا؟!
نعم إنه أرخص ما يكون، بل الحيوانات أصبحت أكثر غلاءً من دم مسلم!
ما بالكم أيها المسلمون، عشرة آلاف شهيد من إخوتكم في سوريا، لم تحرك فيكم شيئًا! بينما حذاء يهودي حرّك العالم!
ألا تدرون ما سبب هذا الهوان والذل، وتكالب الأمم علينا؟
لأننا لا نريد أن نكون أحرارًا.. نعم، لا نريد أن نكون أحرارًا!! فهنيئًا لكم أيها المسلمون، وما بقي في هذه الحياة شيء يستحق من أجله أن نحرص على حياة، فإمَّا حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدى، وعندها سترون كيف سيحسب العالم لكم كل حساب..
وإلاّ فتمتعوا بالجهاد على ثغور نسائكم، ولا تهتموا لما يحدث لإخوتكم في سوريا أبدًا.. نومًا هانئًا!!
التعليقات
إرسال تعليقك